بدأ قادري الكتابة في سن 12 عامًا. وأهم أعماله المبكرة: قصة "الفارع" (1915)، ومسرحية "العريس التعيس" (1915)، التي تصور أسلوب الحياة الأوزبكي القديم. وكان مولعًا بقراءة أعمال قدامى الفلاسفة والأدباء- وأشهرهم عليشير نوائي – وكلاسيكيات الأدب الأوزبكي.
نشأ قادري على عتبة التقاء قرنين من الزمان، وهي فترة شهدت تعقيدات وتناقضات واضطربات اجتماعية وسياسية وأخلاقية. وبطبيعة الحال، كان لذلك عظيم الأثر في نظرته إلى العالم وإبداعه الفني الذي اتسم هو أيضًا بالتناقض، لكنه بشكل عام اتسم بالتطور المستمر، والإنجازات الإبداعية الرائعة. وتتمثل ذروة بحثه وإبداعاته في طرحه إجابات واضحة عن الأسئلة الاجتماعية الحادة المثبتة تاريخيًا حول الوجود. ومثلت هذه الأعمال صورة حقيقية شاملة للواقع التاريخي المعاصر له. وتُعد روايتنا "الأيام الخوالي" (1926) ذروة أعماله التاريخية بجانب رواية "عقرب من المذبح" (1929). وتناولت هذه الأعمال موضوعات تاريخية في الأدب الأوزبكي.
تُعد رواية "الأيام الخوالي" رواية واقعية؛ تتناول صراعات اجتماعية وأخلاقية معقدة، وتقدم تعميمات اجتماعية عميقة. يصف المؤلف بشكل فريد التقاليد الشعبية، والطقوس الدينية، والقوانين غير المكتوبة التي كانت سارية في ممالك حاكم طشقند عزيزبك، الذي حكم طشقند لمدة ثلاث سنوات بطريقة أدت إلى تراجع التجارة، وإفلاس الحرفيين الرئيسين، وانخفاض محاصيل الأرز والقطن بشكل ملحوظ. تظهر الرواية الفقر الروحي لمن هم في السلطة، وعزلة النخبة الحاكمة عن هموم الشعب، وعدم القدرة على فهم المشكلات الاجتماعية الملحة وإيجاد طريقة لحلها. تعد رواية "الأيام الخوالي" ذروة إبداع عبد الله قادري، وعلامة بارزة في تطور النثر الأوزبكي؛ حيث قدمته كاتبًا ذا مهارة فنية كبيرة، كشف بصدق عن مظالم عالم الإقطاع.
إن الاهتمام بالموضوعات التاريخية عند عبد الله قادري يمكن تبريره برغبة الكاتب في فهم ماضي شعبه، وإظهار صبره، وعمله الجاد، ونضاله البطولي من أجل الحرية والاستقلال، وبهدف مساعدة القارئ على فهم مشكلات الحاضر بشكل أفضل.
ويدور الصراع المركزي حول التناقضات الاجتماعية والأخلاقية بين الأب؛ الحاج يوسف بك، حارس تقاليد النظام الأبوي والعادات العائلية القديمة، والابن الشاب- أتابك- وهو رجل لديه آراء تقدمية حول "بنية الأسرة"، يعارض العادات والتقاليد القديمة البالية عندما يفرض الأبوان عليه الزواج بفتاة لا يحبها. ورغم ذلك يقدم المؤلف هذا الصراع العائلي ليس بوصفه حالة خاصة، بل ظاهرة اجتماعية منتشرة.
تعد صور أتابك وحبيبته كوموش ظاهرة جديدة في الأدب الأوزبكي؛ فأتابك، الذي ينحدر من عائلة ثرية، شخص مثقف، يفهم الحياة بشكل مختلف، ولديه إحساس قوي، وفهم لمعنى العدالة يحد روحه ونفسه، وتطابق تام في آرائه مع حبيبته كوموش. فهي أيضًا حسنة التربية، ومثقفة، وصاحبة رأي، وجميلة، ومؤنسة، وتحبه بصدق. إلا أن هذا الحب يجلب لها التعاسة؛ لأنها تظل خاضعة للتقاليد القديمة، التي بموجبها لا يأخذ أقاربها مشاعرها في الاعتبار.