الأيام الخوالي: قصة حب مريرة وقعت أحداثها في تركستان - страница 9

Шрифт
Интервал


فقال رحمت: عذرًا، أخي العزيز، فلقد علمت بأمر مجيئك إلى مرغلان اليوم فقط من والدي، وإلا ما كنت أدعك تشعر بالملل والضجر.

– حقًا؟

– بكل تأكيد- أجاب رحمت– فأبي حينما يكون في طشقند يتوجه إلى منزلكم مباشرة، وأنت هنا تنزل في خان للمسافرين والقوافل، لذا يحق لنا أن نعتب عليك في هذا.

فقال أتابك موافقًا رأيه: أجل، لك الحق في ذلك، لكن مبرري في ذلك أنه، أولًا، بدا لي من الصعب أن أستدل على منزلكم، بالإضافة إلى أن رجال القافلة قد استقروا على هذا المكان للإقامة فيه.

– على كل حال، هذا ليس عذرًا.

بسط حسن علي طاولة الطعام وأحضر إبريق الماء للاغتسال، ثم تلت ذلك المراسم التقليدية للضيافة.

سأل حامد وهو يغمس قطعة من الخبز في العسل الأسود: وكم تبلغ من العمر أيها البِك؟

ما كادت شفتا أتابك تتحرك بالكلام حتى رد حسن علي الذي كان واقفًا يصب الشاي: أمد الله في عمر سيدي؛ في هذا العام- عام القرد- سيتم سيدي الأربعة والعشرين عامًا.

فسأله أتابك في دهشة: حقًا، هل صرت في الرابعة والعشرين من عمري؟ في الحقيقة أنا نفسي لم أكن أعرف كم عمري.

– حقًا، سيدي، فأنت في الرابعة والعشرين من العمر.

وهنا سأله حامد مجددًا: وهل أنت متزوج؟

– لا.

رأى حسن علي الذي لم يكن يرضيه هذا الرد المقتضب بـ "لا"، أنه من الأفضل أن يوضح الأمر أكثر، فقال: على الرغم من أنه كانت هناك بعض المحاولات لإيجاد عروس مناسبة لسيدي، فإنه لم يكن مقدرًا، على ما يبدو، أن نجدها، بعد ذلك بدأ البِك يعارض فكرة الزواج مهما كان الأمر. وحتى هذه اللحظة ما زلنا نعجز عن إقامة حفل زفافه، لكن سيدي المبجل حاجي يوسف قد حزم أمره بأن يزوجه فور عودته من رحلته هذه.

– إن الزواج في رأيي هو أكثر الأمور حساسية في هذه الحياة، قال رحمت، ثم التفت إلى أتابك وأكمل: وأهم شيء بعد الزواج هو أن تكون طباع زوجتك متوافقة مع طباعك، وإلا فلن يكون في الحياة شيء أصعب من هذا الأمر.

تلقى أتابك كلمات رحمت بترحيب صادق وقال: ليس هناك أدنى شك في صحة كلامك، لكن ينبغي أن نضيف إلى ذلك أنه إذا كان على الزوجة أن تتوافق مع طباع زوجها، فعلى الزوج أيضًا أن يكون مناسبًا لزوجته.

احتج حامد على هذا الكلام قائلًا: في رأيي، ليس هذا بالأمر المهم؛ أن تكون مناسبًا لزوجتك أم لا، فكلمة "زوج" وحدها تكفي لأي زوجة، ولكن ما قاله ابن اختي صحيح في أن الزوجة يجب أن تكون مناسبة متوافقة مع زوجها.

نظر رحمت مبتسمًا إلى أتابك الذي نظر أيضًا إلى حامد بطرف عينيه نظرة تتخللها ابتسامة ساخرة. فبادر رحمت بقوله: إن أمر الزواج في أيدي والدينا، فإذا كانت العروس لا تناسب ابنهما فالشيء الحاسم في هذا الأمر هو أن تكون مناسبة لوالديه. هنا لا يحق للشاب الذي يتزوج والفتاة التي ستتزوج أن يعبرا عن رغباتهما، مع أن مثل هذه العادة لا يصح اعتبارها من الأمور المقبولة شرعًا. فأنا على سبيل المثال تزوجت فتاة تعجب والديَّ كثيرًا، لكن، بالرغم من أنها تناسبهما، فإنها لا توافق طباعي، وربما، كما قلت أنت، قد لا أكون مناسبًا لزوجتي؛ كلامك صحيح يا أخي.